الخميس، 30 أغسطس 2012

عندما تُلائِمُ أبحاث الفيزياء تحت الذرية علم الأورام السريري



يذكر غاري هومفريس في تقرير له. أدت الأشكال الجديدة والمُكلفة أيضاً من المعالجة بالهاردون في معالجة بعض الأورام لإثارة أسئلة هامة حول إمكانية النظم الصحية على الدفع، لكنها بالنسبة لبعض السرطانات، بما فيها كثير من سرطانات الأطفال، فإنها بين أكثر المعالجات الواعدة التي نملك.
 
 
Pete Pallagi/Mayo Clinic    

عندما أُخبرت أليسون آينزورث أن ابنها إسحق البالغ من العمر 8 سنوات، مصاب بورم دماغي غير قابل للاستئصال (ورم نجمي شعري الخلايا)، فقد واجهت هي وزوجها جِد، الذي يعيش في ويغان، في المملكة المتحدة، بعض الخيارات المقيتة. إذ تتذكر ”أن الخيارات في تلك النقطة كانت المعالجة الإشعاعية التقليدية والمعالجة الكيميائية، ولم يكن أي منهما واعداً“.

ورغم التطور الذي تم في المعالجة الإشعاعية التقليدية خلال العقود القليلة الماضية، إلا أن الأشعة السينية لاتزال تسبب تخرباً في النسيج المحيط لميل الفوتونات إلى التبعثر إضافة إلى مهاجمة الهدف، مسببة ما يساوي جرح الخروج. وهذا ما يجعلها غير مناسبة على وجه الخصوص لمعالجة الأورام في الأعضاء المرهفة كالدماغ أو العين، أو فعلياً أي ورم مدفون عميقاً في الجسم. وهي تمثل تهديداً مباشراً للأطفال، ”رؤوس الأطفال تنمو“، هو ما يفسره إد سميث، طبيب إسحق، ومستشار علم الأورام السريري في مركز كريستي للسرطان في مانشستر. ”وهكذا قد يسبب التخرب الذي يصيب النسيج العظمي والعضلي مشكلات تطورية في الوجه فيما بعد، بينما يؤدي تخرب بعض البنى كالغدة النخامية إلى التأثير في عملية النمو نفسها.“

قررت أليسون مع زوجها جد إلزام ابنهما بشوط مدته 18 شهراً من المعالجة. كانت النتائج مخيبة للآمال. وتتذكر أليسون: ”كان من الواضح بعد 12 شهراً أن المعالجة الكيميائية لم تنفع. فقد كان اسحق تعباً كثيراً وشديد الاعتلال ولم يكن هناك أي تبدل في قد الورم.“ ما كان يحتاج إليه هو شيء يضرب الورم دون أن يسبب تخريباً جانبياً. ما كان يحتاج إليه هو المعالجة بالبروتون.

تستخدم المعالجة بالبروتون – والتي تشكل مع المعالجة بأيون الكربون، شكلاً من المعالجة بالهادرون – لأنها تستهدف الأورام بدقة أكبر من الأشعة السينية العلاجية الراديوية المتخصصة المستخدمة في المعالجات التقليدية للسرطان.

وقالت أدريانا فيلاسكيز، منسقة قسم الأدوية الأساسية والسياسات الدوائية في منظمة الصحة العالمية: ”السرطان أحد الأمراض غير السارية المسؤول عن أعداد عالية من الوفيات عالمياً، في الدول عالية ومنخفضة الدخل. ويبدو أن الأجهزة المعقدة والمكلفة التي تشمل أحدث التقنيات والأبحاث المعقدة، كأجهزة البروتون لمعالجة السرطان، واعدة حتى إذا كانت تلك المعالجة مكلفة كثيراً حالياً. نأمل أن تؤدي الأبحاث الإضافية واستعمال هذه التقنيات إلى جعل هذه الأجهزة المعقدة أكثر إتاحة من أجل معالجة فعالة في الحالات المعقدة للرعاية بالسرطان عالمياً.“
تستخدم المعالجة مسرعاً خطياً مكيفاً بصورة خاصة، كالسيكلوترون أو السينكروترون، لإطلاق حزمة جزيئات إيجابية الشحنة، وعالية الطاقة، وتحت ذرية على الورم. تؤدي الطاقة المتحررة من الجزيئات إلى تكسير دنا الخلايا الورمية المستهدفة، مما يمنع التكرر ويسبب موت الخلية. وحسب مجموعة التعاون للمعالجة بالجزيء، وهي رابطة تمثل مهنيي المعالجة بالهاردون، تمت حتى نهاية السنة الماضية معالجة 95.000 مريض حول العالم بالمعالجة الشعاعية الجزيئية، عولج حوالي 84.000 منهم بالبروتونات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق